قطعة اللحم التي أبكت هارون الرشيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان هارون الرشيد يحكم بلاد المسلمين, وكان الحاكم يسمي أمير المؤمنين في ذلك الوقت.
ذات يوم جاءه الطاهي حاملا إليه الطعام, وفيه لحم الجمل, وكان أحد اعوان هارون الرشيد حاضرا.
تناول هارون الرشيد قطعة من اللحم وقربها إلي فمه, وضحك الرجل, فتوقف هارون الرشيد وسأله عما يضحكه, فقال الرجل:
** تذكرت شيئا اضحكني, احكيه لك بعد ما تنتهي من تناول الطعام ياأمير المؤمنين.
أمره هارون الرشيد:
* بل قل الآن. فقال الرجل:
* بكم تقدر قطعة اللحم هذه يامولاي؟
قال هارون الرشيد:
* بأربعة دراهم.
فقال الرجل:
* بل بأربعمائة ألف درهم يا أمير المؤمنين.
سأله هارون الرشيد بدهشة:
* وكيف ذلك؟
* أجابه الرجل:
** منذ مدة طلبت من الطاهي ان يجهز لك لحم الجمل, ومنذ ذلك اليوم ونحن نذبح جملا كل يوم, ليكون لحمه متوافرا في اي وقت تطلبه, لكنك لم تطلبه إلا اليوم.. بعدما بلغ ما انفقناه من اجل ذلك اربعمائة ألف درهم.
توقف هارون الرشيد عن الأكل وهو يشعر بالتأثر الشديد حتي انه بكي خوفا من غضب الله.
ظل هارون الرشيد يبكي معظم نهاره, حتي أتاه القاضي أبو يوسف وكان من جلسائه, فأخبره هارون بالأمر, وبأنه حاول التقرب إلي الله, والتكفير عن ذنبه بأن تصدق بخمسة ملايين درهم لفقراء المسلمين في أكثر من بلد.
ثم قال بتأثر شديد:
* لقد انفقت أموالا طائلة من اجل قطعة لحم, هل يرحمني الله بعد ذلك؟
هدأه القاضي أبويوسف وسأله عما كان يحدث بعدما يذبحون الجمال ويطبخونها:
* هل كانوا يتركونها حتي تفسد ثم يتخلصون منها أم كان الناس يأكلونها؟
أجابه هارون الرشيد:
* بل كان الناس يأكلونها.
فأشرق وجه القاضي وهو يقول:
* إذن أبشر يا أمير المؤمنين بما أكله الناس فهو مثل الصدقة, وأبشر بما تصدقت به من أموال, وبما استقر في قلبك من خشية الله.
أخيرا اطمأن قلب هارون الرشيد وحمد الله وهو يشعر بالهدوء والراحة